لوغارتم[2]: يا أهل الكرة أوقفوا هذه الطبلة الملعونة وتعلموا من هذا الشعب! على منتدى زعفان الاهلاوى

Admin عدد المساهمات : 321 تاريخ التسجيل : 17/06/2011

"الطبلة"
هي الأداة التي يلتف حولها السامعين، أملاً في التلذذ والإمتاع، ولم لا..
فأنا أول الملتفين حول هذه الطبلة المزعومة للهروب من الهموم اليومية التي
تحاصر المصريين من كل إتجاه، فكانت هي ذات الطبلة التي قرعناها حتى صباح
اليوم التالي من أي إنتصار يحدث للكرة المصرية بقيادة الكابتن حسن شحاتة،
ليتم تمزيقها وتحويلها إلى "ناي" حزين وعويل بالخروج من البطولة، وتابعها
إظهار عيوب المعلم ولاعبي المنتخب الوطني، الأمر الذي يعكس ثلاثة أمور هامة
وهي: 1- خلل منظومة إدارة الأزمات في مصر .. 2- تحول المسئولين إلى عازفين
على الطبول والناي.. 3- لا توجد منظومة لإدارة الأزمات من الأساس.

وعندما
توفى مدير كرة غزل المحلة عبدالرحيم خليل، جددت بعض الأقلام والأفواه
الحديث عن الحالة الصحية للاعبي الكرة بشكل عام، مثلما حدث عندما رحل عن
جدران القلعة الحمراء النجم الخلوق محمد عبدالوهاب في 31/8/2006 بهبوط حاد
في الدورة الدموية لتُصدم الكرة المصرية وقتها، ويتم إحضار "الطبلة" بدعوى
الكشف على قلوب اللاعبين المصريين، ويهدأ الحدث وتستكين الأفواه، وتنغلق
الأقلام، ويذوب معها التطرق إلى هذا الحديث من الأساس، ويعود لهيب الحديث
مرة أخرى عن حالة اللاعبين الصحية بوفاة بسام ممدوح لاعب مزارع رجب في دوري
الدرجة الثالثة نتيجة "بلع لسانه" في أكتوبر من العام الماضي، إثر الإهمال
المتضخم في الأجهزة الطبية لهذه الفرق، والتي يتجاهل اتحاد الكرة الإلتفات
إليها إلا وقت المصائب فقط!.

نعزف "الناي" للحظات قليلة، ويهدأ الرتم و"نقرع الطبول" مرة أخرى، وينشغل
الإعلام بقضية قيد ميدو من عدمها، وقيام جماهير النادي الإسماعيلي بضرب
"كرسي في الكلوب" وتكسير ملعب الجيش، ويبقى لاعبي الأندية المتواضعة في خطر
الأزمات القلبية وتبقى حياتهم على "كف عفريت" وتظل القضايا مفتوحة دون وضع
نقطة في آخر السطر.

* حرة مباشرة *
إنه
بالفعل شعب يستحق الإحترام يحظى بفكر واع يؤهل له التقدم، إنه شعب
"اليابان" الذي لم يستخدم "الطبلة" و"الناي" في معالجة أموره وتحديد
مصيره، ضحى العواجيز فيه بأنفسهم من أجل إنقاذ الشباب من مرض السرطان،
بعدما دعا رجل ياباني بالغ من العمر 72 عاماً إلى إعادة إعمار المفاعل
الياباني بمحطة فوكوشيما، نظراً لأن التواجد فقط في هذه المنطقة يكفل إصابة
الإنسان لا محالة بمرض السرطان الخطير بعد 20 عاماً، ومن هنا جاءت هذه
الفكرة المستنيرة بالتضحية بمن هم فوق الـ60 في العمل بهذه المحطة، حيث
أنهم بعد 20 عاماً سيكونوا على شفا حفرة من الموت، إلا المُعمر منهم سيكون
فوق الـ80 من العمر مما يعني أنه لن يكون له أية سواعد إنتاجية.

اعتقد أن
المنشغلين بمقولة "الإمكانيات، والإمدادات والحركات والحوارات" ليس لهم حجة
الآن، بعد هذا المثال الذي يرتكز على الإعمال بالتفكير السليم، وعدم
الإنشغال بقضية الساعة والإصغاء للطبول، وترك الفرعيات تتحول قضايا ومشاكل
رئيسية معقدة مع الزمن، لابد من إيقاف الإنشغال بهذه "الطبلة الملعونة"،
والعمل الجاد نحو إعادة إعمار التفكير وألا يقوم المسئولين بتكوين
"أوركسترا" وسيمفونيات يلهون بها الجماهير عن تقصيرهم الوظيفي.