..... ( نبذة عن عادل هيكل).........
عادل هيكل
نجح عادل هيكل فى فرض نفسه ووجوده لحراسة عرين القلعة الحمراء وسط عمالقة جيل الخمسينات والستينات حتى أطلقت عليه الجماهير الحارس الطائر .
حكايته مع النادى الأهلى بدأت فى عام 1947 وكان عمره وقتها 13 عاما حيث التقطه مسئولو الأهلى أثناء متابعة لبطولة المدارس بعد توصية من الكابتن مختار التيتش الذى شاهده وأعجب بمستواه .
الطريف أن حارس الأهلى الطائر كاد أن يعتزل الكرة قبل يشارك بصفة رسمية مع الفريق بعد أن لقى الفريق الهزيمة أمام الترسانة فى موسم 54 / 1955 بستة أهداف مقابل هدفين إلا أن التيتش نصحه بالاستمرار فى الملاعب .
أطلقت الجماهير على عادل هيكل لقب بعبع الزمالك خاصة بعد أن فشل الفريق الأبيض فى تحقيق الفوز على الأهلى فى أى مباراة يشارك فيها الحارس الطائر .
عادل هيكل
..... (نبذة عن مختار التيتش).......
--------------------------------------------------------------------------------
مختار التيتش
ولد الكابتن محمود مختار الشهير بالتيتش عام 1905 فى القاهرة ، ولعب للنادى الأهلى عام 1922 وانضم للفريق الأول فى نفس العلم ولعب اولى مباراياته مع فريق الأهلى أمام الطيران الانجليزى فى الكأس السلطانية وفاز الأهلى وقتها 2/1 وأحرز التيتش هدف الفوز للأهلى .
أطلقت الجماهير على محمود مختار لقب التيتش نظرا لقصر قامته وقدرته على القفز لأعلى والقايام بحركات بهلوانبة فى اللعب أثارت إعجاب الناس فأطلقوا عليه لقب التيتش الذى كان يطلق على بهلوان صغير فى لندن كان يظهر فى حفلات القصر الملكى بباكينجهام .
تولى مختار التيتش قيادة منتخب مصر طوال عشرة سنوات حتى قرر اعتزال اللعبة وهو فى أوج مجده عام 1940 ومثل مصر لأول مرة أمام المجر عام 1930 كما شارك مع البعثات المصرية فى الدورات الأوليمبية أعوام 1924و28و1936.
تولى التيتش منصب سكرتير عام اللجنة الأوليمبية المصرية من عام 1956 وحتى عام 1959 .
أما ملعب الأهلى باجزيرة فقد سمى بلقب الراحل الكبير تكريما لذكراه ودوره الكبير فى رفع مستوى اللعبة فى النادى الأهلى .
مختار التيتش
........ ( نبذة عن تو تو).....
نبذة يومية عن أعلام النادى**~ (( توتو ))~
--------------------------------------------------------------------------------
توتو
النجم الكبير والهداف القدير توتو .. ولد فى مدينة طنطا عام 1926 وشهدت شوارع المدينة بزوغ موهبته الكروية حيث انضم لناشئى نادى طنطا عام 1944 ولعب له لمدة ثلاث سنوات حتى عام 1947 الذى شهد التغير الكبير فى مشواره الرياضى الحافل حيث وقعت عليه عيون الخبير مختار التيتش الذى نجح فى إقناعه بالانضمام لصفوف الأهلى .
كان توتو يتميز بالبنيان والتكوين الجسمانى القوى مع إجادة المهارات الأساسية لكرة القدم خاصة التسديد القوى على المرمى من جميع الاتجاهات .
لعب توتو بين واحد من أجمل وأقوى الأجيال التى مرت على فريق الأهلى وهو الجيل الذهبى الذى ضم العمالقة عبد الجليل وعادل هيكل وصالح سليم ومكاوى وفؤاد صدقى وحلمى أبو المعاطى وشارك فى تحقيق العديد من البطولات والانتصارات حيث شارك مع الأهلى بدءا من موسم 1949/1949 عند انطلاق بطولة الدورى وحتى نهاية موسم 58/59 وأحرز مع الأهلى 15 بطولة منها 9 بطولات للدورى العام و6 كأس مصر ، كما مثل مصر فى العديد من البطولات الدولية على مدار 10 سنوات .
لا ينسى عشاق الأهلى أهدافه التاريخية فى لقاءات الأهلى والزمالك خاصة أهدافه الثلاثة فى مرمى على بكر حارس الزمالك فى اللقاء الذى أقيم فى 26 مارس عام 1954 بالإضافة إلى هدفيه الرائعين فى اللقاء الفاصل على بطولة الدورى العام موسم 1949/1950 بعد أن تقدم الترسانة بهدف طوال الشوط الأول إلا أن نجوم الأهلى ردوا فى الشوط الثانى بثلاثة أهداف منها هدفان لتوتو والهدف الثالث أحرزه فتحى خطاب ليحرز الأهلى لقب الدورى العام للعام الثانى على التوالى .
قرر الكابتن توتو العودة إلى طنطا مسقط رأسه مرة أخرى عام 1959 ليختتم مشواره الرياضى بين جدران ناديه القديم حتى اعتزل اللعبة نهائيا عام 1974 ليقوم بعدها بتدريب نادى طنطا خلفا للمدرب النمساوى فريتز وعمل مدربا فى منطقة الخليج لعدة سنوات ثم مستشارا للكرة بنادى طنطا حتى قرر ترك العمل فى الوسط الرياضى .
.... ( نبذة عن رفعت الفناجيلى)....
رفعت الفناجيلى
رفعت الفناجيلى هو أحد الأسماء اللامعة والخالدة فى تاريخ كرة القدم المصرية والنادى الأهلى .. من مواليد عام 1936.
بدأ مشواره مع كرة القدم فى صفوف نادى السويس ثم انتقل إلى النادى الأهلى موسم 53-1954 بعد أن اكتشفه عبد المنعم البقال وكان عمره وقتها 16 عاما .
حصل الفناجيلى مع الأهلى على 7 بطولات دورى و6 كأس مصر واشتهر بأنه القائد المحنك والخبير لفريق الأهلى حيث كانت شهرته تسبقه إلى كل مكان بفضل مهاراته الفذة والتى جعلت منه أحد نجوم عصره وتلقى عروضا كثيرة للاحتراف فى أوروبا لكنه رفضها جميعا وفضل البقاء فى مصر .
لعب فى صفوف المنتخب الوطنى لأكثر من 17 عاما بداية من عام 53 وحتى عام 70 وخاض خلالها ثلاث دورات أوليمبية ونجح فى الفوز بالمركز الرابع مع الفريق القومى فى دورة طوكيو عام 1964 ، كما حصل على لقب أحسن مدافع فى دورة روما الأوليمبية عام 1960 .
اشتغل بالتدريب فى نادى دمياط عدة مواسم ولكن الإمكانيات المادية لم تمكنه من تحقيق الكثير مع فريق مدينته التى عاش فيها بقية حياته وقرر ترك العمل فى المجال الرياضى عام 1979 .
رفعت الفناجيلى
....... ( نبذة عن اكرامى).....
--------------------------------------------------------------------------------
اكرامى
إكرامى أو "وحش" أفريقيا كما أطلقت عليه جماهير الكرة.. من مواليد مدينة السويس فى أكتوبر عام 1954 .
انضم لناشئى الأهلى عام 1969 وبعد أقل من عامين تم تصعيده إلى الفريق الأول عام 1971 ولعب أول مباراة ودية أما السويس فى فترة توقف النشاط الكروى بسبب الحرب وفاز الأهلى بنتيجة 5/1 .
البداية الرسمية لوحش أفريقيا كانت صعبة بعد أن تولى اكرامى حراسة مرمى الأهلى أمام الاتحاد فى موسم 1972/1973 ليلقى الأهلى هزيمته الأولى فى هذا الموسم على ملعبه بهدف نظيف وتوقع الجميع نهاية مبكرة للحارس الصاعد ، إلا أن الكابتن عبده صالح الوحش طالب ببقائه وأعطاه الفرصة فى المباراة التالية أمام الإسماعيلى وأحرز الأهلى الفوز بهدف نظيف لتبدأ انطلاقة حارس مرمى الأهلى داخل المستطيل الأخضر .
شارك اكرامى فى أكثر من 300 مباراة مع الأهلى ليحطم الرقم القياسى الذى كان يحتفظ به حارس الأهلى القديم عادل هيكل الذى لعب 14 عاما متتالية وبات اكرامى من أكثر حراس المرمى مشاركة مع الفريق الأول بالأهلى .
قرر اكرامى اعتزال اللعبة عام 1987 بعد أن أمضى مع الأهلى أكثر من 18 عاما ساهم معه فى الفوز ببطولة الدورى 10 مرات وبطولة الكأس 5 مرات وبطولة أفريقيا للأندية أبطال الكأس 3 مرات وأبطال الدورى مرة واحدة .
نال اكرامى شرف تمثيل مصر فى 50 مباراة دولية وكانت أبرز نتائجه مع المنتخب الفوز بكأس فلسطين فى تونس عام 1076 والصعود إلى نهائيات دورتى الألعاب الأوليمبية فى موسكو ثم لوس أنجلوس عامى 1980 و1984 .
اكرامى
......( نبذة عن طة اسماعيل).........
--------------------------------------------------------------------------------
طه إسماعيل
ولد الشيخ طه إسماعيل فى 8 فبراير عام 1939 بالمعادى ، وبدأ ممارسة اللعبة فى شوارع الحى ثم ألتحق بالمدرسة الابتدائية فى عام 1948 وانضم بعدها إلى النادى المصرى القاهرى وتألق بشكل لافت للنظر مع زميله ميمى الشربينى قبل أن يكتشفهما عبده البقال - مكتشف النجوم فى ذلك الوقت - لينضم الشيخ طه إلى صفوف الأهلى عام 1957.
بعد أيام معدودة من انضمامه للأهلى اختاره المدرب المجرى تيتكوش المدير الفنى للأهلى لأداء إحدى المباريات الاستعراضية فى معسكر النادى بمرسى مطروح ونجح الشيخ طه فى إحراز هدفين فاز بهما الأهلى لينضم لصفوف الفريق الأول ويبدأ رحلة التألق داخل المستطيل الأخضر .
استمر الشيخ طه مع الفريق الأول بالأهلى لمدة عشر سنوات حصد خلالها العديد من البطولات المحلية بالإضافة إلى فوزه بلقب أفضل لاعب فى مصر عامى 61 و1962 .
امتاز الشيخ طه بوفرة مجهوده وقدرته على اللعب فى أكثر من مركز حيث لعب فى مركز ساعد الدفاع الأيسر كما لعب كجناح أيسر وفى قلب الهجوم .
اتخذ نجم الأهلى السابق قراره باعتزال اللعبة وقرر التحول إلى العمل التدريبى فسافر نهاية عام 1967 إلى ألمانيا الشرقية للحصول على دورات تدريبية متقدمة فى التدريب عاد بعدها ليتولى تدريب فريق بنها ولكنه لم يستمر أكثر من عام فى منصبه .
مع بداية عام 1969 أعلن الشيخ طه أنه سيعود للملاعب وبدأ فى إنقاص وزنه والعودة للتدريبات لاكتساب اللياقة البدنية ولكن توقف النشاط الرياضى فى مصر لمدة تزيد عن خمس سنوات بسبب حرب الاستنزاف جعله يقرر اعتزال اللعب نهائيا فى عام 1970.
تولى الشيخ طه تدريب منتخبات الناشئين تحت 17 و19 سنة والمنتخب الوطنى الأول بالإضافة إلى النادى الأهلى ونجح فى الفوز معه بعدة بطولات .
طه إسماعيل
( •·.·´¯`·.·• اللؤلؤة السمراء..مختار مختار)..
الإسم : مختار على مختار
تاريخ الميلاد : 17/8/1954
الحالة الإجتماعية : متزوج
اللقب : اللؤلؤة السمـراء
بدأ "مختار على مختار" حياته الكروية لاعبا تحت 18 سنة بنادى إسكو بشبرا،
ثم أنتقل بعد تألقه إلى النادى الأهلى المصـرى
بفضل المهندس على رخا رئيس مجلس إدارة شركة ونادى اسكو.
بـدايتـه مـع النـادى الأهلـى المصـرى
شارك مختار في أول مباراة رسمية مع الأهلى في الأسبوع الثاني موسم 75/1976
أمام كفر الشيخ بملعبه بإستاد كفر الشيخ وفاز الأهلى 2/صفر
وفي الأسبوع الثالث التقى الأهلى بملعبه مع فريق المنيا وفاز الأهلى 6/صفر
وسجل مختار مختار الهدف الثالث مفتتحا رصيده التهديفى في القلعة الحمراء.
طوال 8 مواسم قضاها مختار فى الأهلى ابتداء من موسم 75 – 1976
وانتهاء بموسم 82 – 1983 ومباراة واحدة فقط فى موسم 83 – 1984
لعب مختار 153 مباراة فى الدورى العام فاز الأهلى فى 110 مباريات
وتعادل فى 34 مباراة وخسر 9 مباريات و أحرز مختار 26 هدفا فى الدورى
بطـولاته مـع النـادى الأهلـى
فاز الأهلى بالدرع 6 مرات مواسم
75 – 76
76 – 77
78 – 79،
79 – 80،
80– 81،
81 – 1982
وشارك مختار فى 17 مباراة لكأس مصر
فاز الأهلى فى 13 وتعادل فى واحدة وخسر 3 مباريات
وسجل مختار هدفين وأحرز مع الأهلى بطولة الكأس 3 مرات أعوام
78 ،
81،
1983.
شارك مختار مختار فى 24 مباراة فى بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى
فاز الأهلى فى 13 وتعادل فى 6وخسر 5 مباريات
وسجل مختار 4 أهداف فى مرمى اينجو رينجرز النيجيرى فى دور الـ 4 عام 1982 بالقاهرة
وهدفا فى مرمى ديناموز هرارى بطل زيمبابوى فى دور الـ 16 بالقاهرة عام 1983
وكان قد سجل هدفين فى مرمى المدينة الليبى بالقاهرة عام 1977
وفاز الأهلى 7/2 وسجل معه الخطيب هدفين و هدفا لطاهر الشيخ وشريف عبد المنعم .
وحقق مختار مع الأهلى أول بطولة أفريقية عام 1982..
وبذلك يكون مختار قد لعب مع الاهلى 194 مباراة
فاز فى 136 وتعادل فى 41 وخسر 17 مباراة وسجل 32 هدفا
26 فى الدورى العام وهدفين فى كأس مصر و4 أهداف فى بطولة أفريقيا.
مــع المنتخـب
خاض مختار مع منتخب مصر 42 مباراة منذ انضمامه لصفوف الأهلى
موسم 75 – 1976 وحتى اعتزاله
وأول مباراة رسمية له كانت فى كأس الأمم الأفريقية بأثيوبيا فى 3 مارس 1976
وفازت مصر 2/1 وسجل الهدفين مصطفى عبده وطه بصرى.
إصابته منحته جائزة اللعب النظيف
فى افتتاح مباريات الأهلى فى الدورى موسم 83 – 1984 أمام المقاولون بإستاد القاهرة
وقبل مرور 13 دقيقة من بداية المباراة كان مختار مختار قد سجل للأهلى هدفا برأسه
فى مرمى بل انطوان الحارس الكاميرونى للمقاولون
ولم تمر 10 دقائق حتى أصيب مختار فى كرة مشتركة مع سعيد الشيشينى
الذى سقط بكل جسمه على ركبة مختار ويصرخ مختار من الألم
ولم يكن أحد يدرى أنها اللحظة الأخيرة لمختار على البساط الأخضر
حيث أصيبت ساقه بالضمور وأجريت له عدة عمليات لكن ساقه اليمنى ظلت تؤلمه
اعتـزالـه
بعد أن تدرب بقوة وعنف ليستعيد سرعته لكنه لم يتمكن وقرر اعتزال الكرة
وتأكيدا لأخلاقه الرفيعة أصر فى مباراة تكريمه التى أقيمت يوم الجمعة 24 يناير 1986
على أن يكون حول الملعب رافعا يده فى يد سعيد الشيشينى كابتن فريق المقاولون
معلنا بذلك أمام الجميع أن الشيشينى لم يتعمد إصابته وانه لايحمل أى ضغينة له
واستقبل الجمهور هذا الموقف بكل الحماس بعد أن كان يطالب زملاء مختار فى الملعب
على الثأر له ونتيجة لهذا الموقف الرائع
قررت اللجنة الدولية للعب النظيف المنبثقة عن هيئة اليونسكو بباريس
منح مختار جائزة الخلق الرياضى عام 1985 وتسلمها يوم 25 سبتمبر 1986.
تولى مختار مختار تدريب فرق الناشئين بالأهلى بعد حصوله على دراسات متعددة فى التدريب
وعمل مدربا للفريق الأول مع المدير الفنى البرتغالى مانويل جوزيه .
...(الجندى المجهـول أسامه عرابى )....
الإسم: أسامه عرابـى
أسامة عرابى أو الجندى المجهول فى فريق الأهلى
استمر مشواره فى الملاعب على مدى 17 عاما من الانجازات والانتصارات
التى تحفظها ذاكرة التاريخ والتى تشهد بأن أسامة عرابى هو أحد أكبر المعمرين فى الملاعب المصرية .
بـدايتـه مـع الأهلــى
بدأت علاقة أسامة عرابى بالنادى الأهلى فى عام 1981
بعد انتقاله إلى صفوف الناشئين قادما من نادى المقاولون العرب ،
وبعد مرور عام واحد فقط اختاره الكابتن محمود الجوهرى المدير الفنى فى ذلك الوقت
ليلعب فى الفريق الأول وهو فى العشرين من عمره .
بطـولاته مـع النـادى الأهلـى
شارك أسامة عرابى فى حصد العديد من البطولات مع الأهلى
بلغت 28 بطولة منها
10 بطولات دورى عام
و 7 بطولات كاس مصر
و5 بطولات أفريقية لأبطال الدورى والكأس
و4 بطولات عربية
وبطولة السوبر العربى مرتين
البطولة الأفروأسيوية مرة ،
كما يحتفظ نجم الأهلى السابق برقم ضخم من المشاركات مع الفريق بلغت 401 مباراة .
لقـب الجنـدى المجهـول
ارتبط لقب الجندى المجهول بإسم أسامة عرابى
خاصة أنه كان من أفضل اللاعبين الذين ينفذون تعليمات المدربين فى الملعب
رغم أن أهدافه مع الفريق توقفت عند الرقم 12
إلا أنه كان أفضل من يقوم بالدور الدفاعى فى وسط الملعب .
احتفظ أسامة عرابى على حيويته كلاعب
وتمكن من الحفاظ على مكانه وسط تشكيلة الفريق الأساسية حتى قرر اعتزال اللعبة
اعتـزالـه
قرر أسامه عرابى اعتزال اللعبة عام 1999 وهو فى السابعة والثلاثين من عمره .
.. ( نبذة عن محمود الخطيب -- بيبو -- الاسطورة)..
محمود الخطيب اسم غنى عن التعريف .. هو واحد من اشهر وأمهر إن لم يكن أمهر لاعبى كرة القدم الذين عرفتهم الملاعب المصرية والعربية و الافريقية طوال تاريخها .
ولد محمود الخطيب -- بيبو -- فى مدينة أجا بمحافظة الدقهلية فى 30 أكتوبر عام 1954 قبل أن ينتقل للقاهرة ليبدأ مشوارة مع اللعبة فى ناشئى نادى النصر بمصر الجديدة .
وانتقل للأهلى عام 1971 وامضى معه 16 عاما قبل أن يعتزل عام 1987 بسبب الاصابات اللعينة التى اصيب بها بسبب الخشونة المتعمدة التى كان يمارسها معه لاعبى الفرق المنافسة
أحرز مع الأهلى بطولة الدورى العام 10 مرات كما أحرز كأس مصر خمسة مرات ، وفاز مع الفريق ببطولة الأندية الأفريقية أبطال الكئوس 3 مرات كما فاز بالبطولة الأفريقية أبطال الدورى مرتين وعلى المستوى الشخصى فاز بلقب أحسن لاعب كرة قدم فى مصر خمس مرات .
فالنلقي نظرة علي انجازات الخطيب الذهبية المختلفة مع النادي الاهلي :
1- بطولة الدوري العام المصري 10 مرات
2- بطولة كاس مصر 5 مرات
3- بطولة دوري ابطال افريقيا مرتين ( 1982-1987)
4- بطولة كاس ابطال الكئوس الافريقية 3 مرات ( 1984- 1985- 1986)
اما مع المنتخب المصري فانجازاتة تقول :
1- كاس الامم الافريقية ( 1986 ) بالقاهرة
2- قاد المنتخب الاوليمبي المصري لدورة الالعاب الاوليمبية ( 1980 - 1984)
وعلي المستوي الشخصي نقول:
-1- يبقى الانجاز الأكبر للكابتن محمود الخطيب أو بيبو كما تفضل الجماهير أن تناديه به هو حصوله على الكرة الذهبية لأحسن لاعب كرة قدم فى أفريقيا عام 1983 فى الاستفتاء السنوى الذى تنظمه مجلة فرانس فوتبول المتخصصة فى شئون كرة القدم .
2-اختير الخطيب عضوا فى اللجنة الدولية للعب النظيف بعد أن خاض 450 مباراة محلية ودولية دون أن يحصل على عقوبة واحدة .
3-احرز الخطيب 108 هدفا بالدوري المصري ( مباراتة الاولي بالدوري كانت في 13/10/1972)
4- كما احرز لقب هداف الدوري اربع مرات ( 1977- 1978 - 1980 -1981 )
5- وسجل 27 هدف مع المنتخب المصري ( لعب اول مبارياتة مع المنتخب في 1974)
6- و هو صاحب اكبر عدد من الاهداف المسجلة باسمة في مسابقة دوري ابطال افريقيا والتي لم يستطع اي لاعب ان يصل اليها الي الان ( 37 هدف )
7- يبقي ان نقول ان محمود الخطيب يعمل الان نائب لرئيس النادي الاهلي السيد حسن حمدي
هداف افريقيا لبطولات الانديه ( 37 هدف في 49 مباراة ) - رقم قياسي - ونسبه قياسيه 75%
أحسن لاعب كرة قدم في مصر (6) مرات
دخل نادي المائه هدف في الدوري المصري ورصيده (108) هدف
سجل مع المنتخب الوطني (27) هدف .. منهم (2) هدف في بطولات افريقيا
هداف الدوري المصري مرتين ( 78 ) - (81 ) والمرتين برصيد ( 11 ) هدف
اللاعب المصري الوحيد الذي حصل ع الكرة الذهبيه 1983 من الفرانس فوتبول
اللاعب المصري الوحيد الذي حصل على الحذاء الذهبي كأفضل لاعب أفريقيلعب الخطيب فى أولمبياد "لوس أنجلوس" عام 1984
وايضاً ....
حاصل علي وسام الرياضة من الطبقة الثانية عام 1978 بعد دورة الألعاب الأفريقية بالجزائر من الرئيس "محمد انور السادات"
حاصل علي وسام الرياضة من الطبقة الأولي من الرئيس "محمد حسني مبارك" عام 1982 بعد فوز الأهلي بأول بطولة أفريقية
وسام الجمهورية من الطبقة الأولى الذي مُنح للكابتن الخطيب بعد حصول المنتخب القومى تحت قيادته على المركز الأول فى بطولة الأمم الافريقية سنة 86
ميدالية المركز الأول التي منحت لأفراد المنتخب القومى بعد فوزهم ببطولة الأمم الافريقية 86
الميدالية البرونزية التى حصل عليها الخطيب عقب فوز الفريق القومي المصري بالمركز الثالث فى بطولة الأمم الافريقية سنة 74
نوط الامتياز" الذى منحته الدولة للكابتن الخطيب عقب حصوله على الكرة الذهبية سنة 1983 كأحسن لاعب أفريقي
وسام الجمهورية من الطبقة الثانية الذي مُنح للخطيب عقب تأهل المنتخب القومى إلى أولمبياد لوس انجلوس سنة 84
ميدالية المركز الأول لأول بطولة حصل عليها النادى الأهلى للأندية أبطال الدورى بأفريقيا 1982
من ذكريات الخطيب ,, يحكي في مذكراته
قصة ولادته
كنت الطفل العاشر لأسرة بسيطة الحال، الأب يعمل موظفًا منتدبًا لمجلس الدولة من وزارة الأوقاف، والأم ست بيت طيبة القلب، تعيش أمومتها الفياضة، كما لم تَعِشْ أي أمٍّ أخرى من وجهة نظري، وفي الوقت نفسه تتحمل مسئوليتها كزوجة "تحلق" على زوجها، وتساعده على حمله الثقيل، وتحمي معه ببساطة الحال العش المليء بي وبإخوتي.
كانت أحداث اليوم الذي ولدت فيه تحكي الكثير من قصة زماني، وتفصح عنه، لكن يبقى دائمًا في الذاكرة ذلك اليوم الذي عرفت فيه حقيقة موقف هذه الدنيا من مجيئي إليها، حقيقة موقف أبي وأمي من مجيئي إلى هذه الدنيا.. وهي الحقيقة التي بقيت محفوظة بلا تفسير سنوات طويلة، لتصبح فيما بعد هي ذاتها أهم وأبسط تفسير لكثير من المشاعر التي كانت تملؤني. في يوم ما ـ بعد أن وعيت وكبرت ـ كنت في صحبة والدي خلال زيارته لأحد معارفه، وهو وصفي بك أباظة، وكيل مجلس الدولة، وعنده قابلنا الدكتور يوسف جوهر، طبيب الولادة، كنت أعرف أنه الطبيب الذي اعتادت أمي أن تلد تحت رعايته، قدمني والدي له قائلاً: هذا هو محمود الذي كنا نريد الخلاص من حمله! لم أدر ماذا قال للطبيب.. ولم أهتم، فقط ما زالت أذكر جيدًا أن عيني التي تعلقت بعينيه لحظة، انسحبت في الوقت نفسه الذي أغلق هو عينيه دون أن يتكلم.. بقيت هذه التفاصيل الصغيرة في الذاكرة حتى كبرت أكثر وأدركت أكثر..
إن مواجهة لحظة بهذه القسوة كانت كفيلة بتدمير الإنسان لو توافر له من الوعي ما يكفي لإدراكها..
ومع ذلك عذبتني هذه الحقيقة أحيانًا، وربما كانت حافزًا على التميز أحيانًا أخرى.. وكانت لها تداعياتها الكثيرة في حياتي حتى الآن، حاولت أن ألتمس للدنيا أعذارًا كثيرة، ودائمًا ما كنت أجد أعذارًا معقولة، "فالحال كان على القد"، والحمل كان ثقيلاً على أمي وأبي، وقد حكى لي أبي قصة هذه الحقيقة عندما شغلني السؤال عنها
ذكان المرحوم وصفي بك أباظة، وكيل مجلس الدولة آنذاك في زيارة لوالدي أوائل سنة 1945م، ولما شاهد إخوتي التسعة "نهدة ونادرة وإخلاص ونجوان وفادية وهيام وماجدة ووحيد وأحمد" سأل والدي.. ما كل هؤلاء؟
فرد عليه.. أولادي وبناتي تسعة وعقّب والدي.. "الست كمان حامل!"
فدهش الرجل أكثر، وطلب من أمي أن ترتديَ ملابسها فورًا.
فسأله والدي بهدوء: لماذا؟
ورد الرجل: سآخذها لطبيب الولادة الدكتور يوسف جوهر؛ ليخلّصها من حملها..
ورضخ والدايَ للأمر، وذهبا مع وصفي بك للدكتور يوسف جوهر للخلاص من حملي.. وبعد مناقشات أقنعوه بالمحاولة.. إلا أنه فاجأهم بعد الفحص بقوله: لا فائدة.. ربنا كتب لهذا المولود أن يرى الدنيا.. وحدث بعد ذلك أن زار والدي وصفي بك في بيته يوم مولدي 30أكتوبر سنة 1954م..
وهناك قابل الطبيب مصادفة "كانت عيادة الطبيب في نفس منزل وصفي بك" وسأله: ماذا فعلت زوجتك يا خطيب؟ فقال له والدي: أنجبت اليوم فقط محمود.. وقد اختاروا لي هذا الاسم تيمنًا بأحد أسماء سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم.
ساعدتني معرفتي بهذه الحقيقة على فهم صامت، وتفسير لذلك الحب والرعاية الخاصة التي أحاطتني بهما أمي ومعها أبي في طفولتي المبكرة.. ولا أعتقد في الوقت نفسه أن يكون إدراكي لهذه الواقعة هو السبب في ميلي للانطواء، لأنني لم أدركها إلا فيما بعد وفي وقت متأخر.. ولكن لا شك أنها كانت السبب في أن أسمع مرارًا وتكرارًا داخل أسرتي ومن أبي بالذات أن ولادتي كانت مناسبة خير، ومن أمي أن ولادتي كانت مريحة.. وأنني لم أسبب لهم أية متاعب أو مشاكل لا في التعليم ولا في أي شيء، فقط كانت الشكوى الوحيدة التي لم أكن قادرًا على إيجاد حل لها بعد أن كبرت قليلاً هي أنني كنت أستهلك أحذية كثيرة، وعندما كان أبي يسألني أن أبتعد عن ركل أغطية زجاجات الكوكاكولا خلال سَيْرِي لم أكن أرد.. كما أنني لم أنجح أبدًا في إبطال شكوى إخوتي الذين كانوا يشاركونني الفراش من ركلهم خلال نومي، عندما كنت أحلم بتسديد الكرة التي كانت في الغالب تنام في حضني ولا تفارقني، وكثرت شكاوى إخوتي مع أحلامي بالكرة، والتي كانت تتزايد يومًا بعد يوم.. وظللت عاجزًا بالفعل عن حل هذه المشكلة
من ذكريات الخطيب ,, يحكي في مذكراته
شيك على بياض
في شهر مارس سنة 1975م، حيث كان اسمي قد بدأ في الانتشار بشكل أوسع، وفي أحد الأيام ـ أخبرني الفريق مرتجى بأنه يريدني في غرفة مجلس الإدارة، فتوجهت إليه، وعندما دخلت الغرفة وجدته مع كمال بك حافظ، والكابتن أحمد مكاوي لاعب الأهلي القديم والناقد الرياضي المعروف، ومعهم مسئول عربي رئيس أحد أندية قطر، عرّفوني به، وقالوا لي: إنه يريدك لتلعب لناديه هناك، وسألوني عن رأيي في ذلك.. قلت لهم: إنني أحب فريق الأهلي، والنادي، والجمهور، ولا أستطيع أن أترك الفريق إلا إذا كان لكم رأي آخر، قلت ذلك لسيادة الفريق وكمال بك، وأنا أقف بالفعل على أرض ثابتة، وواثق جدًّا من ذلك؛ لأنني كنت قد قطعت شوطًا في الارتباط المصيري بالأهلي وبجمهوره، ولم أكن أفكر في ترك الأهلي بأي ثمن، المهم أن الفريق مرتجى قال موجهًا كلامه للرجل: "والله محمود بالنسبة لنا غالٍ جدًّا، وأعتقد أن سعره غالٍ جدًا؛ لأنه من النجوم في النادي..."،
فسأله الرجل: " ... يعني كم؟"،
أراد الفريق مرتجى أن ينهي الموضوع عند هذا الحد متصورًا أنه لو غالَى في الثمن المطلوب؛ سيرفض الرجل، وينتهي الأمر ...
وبالفعل قال الفريق مرتجى: "مليون جنيه
كان ذلك في سنة 75يعتبر مبلغًا خرافيًّا ... وفُوجئنا بالرجل يُخرج شيكًا، ويوقعه على بياض، ويقول: "موافق، وشُوفُوا محمود كمان ياخد كام"، فأسقط في أيدينا، وساد صمت قطعه تدخل كمال بك حافظ منقذًا الموقف بذكاء، عندما قال: "إن سمو الأمير عبد الله الفيصل هو رئيس شرف النادي الأهلي، ولابد أن نأخذ رأيه في هذا الموضوع"... فهم الرجل مغزى كلام كمال بك، وقال: إنه قرأ عن علاقة الأمير عبد الله الفيصل بالنادي الأهلي وبمحمود
وفي صباح اليوم التالي 18-3-75
فوجئت بالكابتن مكاوي ينشر الخبر تحت عنوان: "شيك على بياض لمحمود الخطيب؛ ليلعب في قطر"، وقال في مضمون الخبر: "عرض أحد كبار المسئولين في قطر على الخطيب نجم كرة القدم بالنادي الأهلي أن ينتقل إلى قطر؛ ليلعب لأحد أنديتها ولفريقها العسكري، وقال للخطيب: "اطلب أي مبلغ، لك شيك على بياض"... بعد ذلك وصل الأمر للأمير عبد الله الفيصل عن طريق الفريق مرتجى أو كمال بك،
فقال لهما: "أنا ممكن أشتري محمود الخطيب، وبعد ذلك أرسله للنادي الأهلي مرة أخرى" وبدأ من يومها يقدم إعانات سنوية وصلت إلى مائة ألف جنيه في ذلك الوقت، وقد تصادف أن كنت في زيارة للسعودية، وقابلت سمو الأمير، وحكى لي القصة، وسلمني أول شيك بهذا المبلغ، سلمته للفريق مرتجى
قال عنه الشاعر عبد الرحمن الأبنودي " إن الخطيب شاعر يكتب بقدميه وينظم بهما مع الكرة أحلي الأبيات وأمتع الأداء"
القميص الوحيد الذي لعب به هو القميص رقم (
10 ) حتي وهو يلعب في دوري المدارس ..
أعجب بيبو جدا بدي ستيفانو وبيليه لدرجة أنه كان يقتطع جزءا من مصروفه ليقوم بقطع تذكرة في سينما الأوبرا التي كانت تعرض لقطات لأهدافهما في الفواصل ( العشر دقائق بين الأفلام ) ولا يشاهد الأفلام التي شاهدها من قبل ..
تلقي محمود الخطيب عرضا من مونشن جلادباخ الالماني ,, للإحتراف في صفوفه عام 1976.. بعدما لعب ضده في لقاء ودي وأعجب به المدرب لدرجة أنه خصه بالرقابة لمعرفته بخطورة اللاعب رقم ( 10 ) ولكن هيديكوتي امر الخطيب واللاعب صفوت صاحب الفانله رقم ( 8 ) بتغيير الفانلات لخداع مدرب جلادباخ - وتنبه المدرب لهذه الخدعه بعدما رأى خطورة اللاعب رقم ( 8 ) ,, ورفض هيديكوتي احتراف الخطيب دون اخد رأي الخطيب وقتها ,,
تلقي عرضا من سانت إتيان جاءه به الفنان عمرالشريف الذي أخبر أصدقائه بالفريق الفرنسي بموهبته فتقدموا بعرض ولكنه رفض
( وكان الشريف قد عرض علي الخطيب اللعب في فرنسا بعدما إنبهر بأدائه ولكن بيبو إعتبرها مجاملة )
من ذكريات الخطيب ,, يحكي في مذكراته
أقل نسبة لعبتها:
في موسم 81-82 لم أشترك سوى في مباراتين كاملتين فقط: أمام البلاستيك، وغزل دمياط
و 6 أشواط: أمام الزمالك، والمصري، والأوليمبي، والمنصورة، والاتحاد، وغزل دمياط
وهي أقل نسبة ألعبها في حياتي، فقد لعبت موسم 1975 م (22) مباراة
وفي موسم 1978لعبت (23) مباراة
وفي موسم 1979لعبت (22) مباراة بسبب الإصابات
ففي يوم التدريب السابق على المباراة شعرت بألم مبرح لا يحتمل في رجلي اليمنى، ومع التدليك والمساج تحملت، وسافرت إلى دمياط، كان متفقًا على أن ألعب الشوط الثاني، لكنني نزلت للتسخين، وفجأة وجدت نفسي عاجزًا عن الحركة، وفقدت الإحساس بساقي، ولم أشعر بها إلا ثقيلة، فانسحبت لغرفة خلع الملابس
ووضع لي طبيب النادي ثلجًا ومياهًا باردة ومخدرًا، وبدأت المباراة وبقي الطبيب معي داخل غرفة خلع الملابس، لا ندري شيئًا عن أحداث المباراة، وبين وقت وآخر نسأل عن النتيجة، حتى انتهى الشوط الأول صفر / صفر، وكان لابد أن ألعب في الشوط الثاني،
حيث كان زملائي يتفاءلون بوجودي، لم أرغب في إحباطهم، وتماسكت، وتظاهرت بالشجاعة، وخبأت آلامي، ولكني عندما نزلت الملعب لم أفلح في التحرك، وظللت أدور حول نفسي مستندًا على قدمي اليسرى فقط، حتى ظن الجميع أنني أصبت في المباراة
لكن حقيقة الأمر كانت ترجع ـ حسب رأي الأطباء ـ لإصابتي بانزلاق غضروفي منذ فترة؛ نتيجة قيامي بحركة مفاجئة، ولم أشعر بالإصابة في حينها فعادت وظهرت في دمياط من جديد..
وقتئذ كانت حالتي النفسية سيئة جدًّا، لأن الأطباء قرروا راحتي في السرير لمدة شهر تقريبًا مع حقن وجلسات كهربائية، وهذا شيء صعب؛ لأني أحب الكرة وأحب الحركة،
ولذا كانت أيامًا قاسية تلك التي قضيتها بعيدًا عن الكرة..
من اجل تقديمها لكم في صورة لائقه
من ذكريات الخطيب ,, يحكي في مذكراته
محمود الخطيب يحقق فوز تاريخي ع الزمالك 7-1
حكاية مباراة اسمها محمود:
بعد انتقالي من نادي النصر إلى النادي الأهلي، وقبل اشتراكي في أول مباراة للناشئين تحت 17 سنة، سألني المدرب عن المكان الذي أفضل اللعب فيه أمام اللاعبين، ثم أخذني الكابتن مصطفى حسين إلى حجرة وأغلق عليّ بابها، وأخذ يحدثني عن الفرق بين الأهلي وجمهوره الكبير، وبين نادي النصر،
وأخذ يوجه لي نصائح حول الأسلوب المفروض أن أؤدي به المباراة، كنت أستمع إليه في صمت، وأحاول استيعاب كل كلمة يقولها، ثم فوجئت ببقية لاعبي الفريق ـ وقد أثارهم سؤال المدرب ـ يطرقون الباب في غضب، ويقولون للكابتن مصطفى حسين: إننا لا نريد أن يلعب الخطيب معنا، ولا أن يستمر أيضًا معنا، فنحن نكسب بدونه، كان واضحًا أن الطلب جماعي؛ لذلك قلت للكابتن مصطفى حسين بعد أن صرف اللاعبين،
وأخذ يهدئ خاطري ـ قلت له بصراحة: أنا لن أدخل النادي مرة أخرى، وبالفعل لزمت منزلي، كان هذا اليوم هو يوم الأربعاء، وكان موعد المباراة يوم الجمعة، ويوم الخميس فوجئت بالكابتن فتحي نصير، وأقنعني بالعودة إلى الفريق مرة أخرى، وفي الملعب حاولت أن أتقرب من اللاعبين، لكنهم قابلوني بروح مختلفة، ولم تبدأ الأمور في التحسن إلا مع تطورات المباراة التي فزنا بها 4-1
أحرزت أنا الأهداف الأربعة، بعد الهدف الأول لم يهنئني أحد، وبعد الهدف الثاني جرى نحوي لاعبان، ولما أحرزت الهدف الثالث صاروا أربعة، ثم ثمانية مع الهدف الرابع، وشيئًا فشيئًا توثقت علاقتي بزملائي، وبدأنا في تبادل الزيارات المنزلية وبدءوا يثقون بي، ويحملونني طلباتهم إلى المسئولين عن الفريق، باختصار بدءوا يعاملونني ككابتن حتى كان موقف آخر في نهاية أول موسم لي مع الأهلي، فقد كنا نستقل الأتوبيس في طريقنا للقاء فريق الزمالك، كانت عادتي المفضلة هي الجلوس في المقعد الأول للأتوبيس، وكان يجلس ورائي مباشرة لاعب آخر اسمه مصطفى عمر، وفجأة وصلت سيارة 128،
وسارت بجوار الأتوبيس وصاح صاحبها مناديًا الكابتن مصطفى حسين قائلا له: أنا قادم لألعب، وابتعدت السيارة من جديد، سببت هذه الكلمات همهمات بين اللاعبين في الأتوبيس، التفتُ خلفي؛ لأستطلع السبب، فوجدت اللاعب مصطفى عمر يبكي ويقول لي: يا كابتن، أنا لن ألعب؛ لأن اللاعب صاحب السيارة سيلعب ..
ولما كان ذلك اللاعب لم يؤدِّ معنا تدريبات الاستعداد للمباراة؛ قلت لمصطفى حسين: لا يمكن أن يلعب مَن لم يشاركنا تدريباتنا، وتحفزت، وفي حجرة خلع الملابس وجدت "اللاعب" يبدل ملابسه بالفعل، والمدرب يطلب من مصطفى عمر أن يعطيه فانلته معلنًا بذلك إدخال تغيير على صفوف الفريق؛ فذهبت للمدرب، وسألته: كيف يلعب وهو لم يتمرن معنا؟! وحاولت أن أجعله يعدل عن قراره؛ لكنه تمسك به؛ فخلعت فانلتي، وقلت له: أعطها له؛ ليلعب بها؛ لأنني لن ألعب إذا اشترك، وفي النهاية اقتنع المدرب،
وأشرك مصطفى عمر، وهو الأمر الذي جعلني أشعر بمسئولية خاصة خلال هذه المبارة؛ فبذلت مجهودًا خرافيًّا، تكلل في النهاية بفوز كبير بهدفين، أحرزت أولهما برأسي، وأحزر مصطفى عمر الهدف الثاني ... ولم تكن أهمية هذه المبارة بالنسبة لي في الفوز الذي تحقق، ولا في الأهداف التي أُحرزت بقدر ما كانت في الثقة الكبيرة التي تولدت في نفوس زملائي ناحيتي؛ بسبب وقفتي مع أحدهم، وبدأت مكانتي تتعزز بينهم ..
بعدها حضر "اللاعب" وانتظم في تدريبات الفريق، حتى كانت آخر مباراة لنا في دوري الناشئين أمام الزمالك الذي كان يحتل المركز الثاني في البطولة بعد فريقنا، وبعد عشر دقائق وأمام 40ألف متفرج احتسب الحكم ضربة ركنية للزمالك، تمكن لاعبوه من تسجيلها هدفًا ليتقدم الزمالك 1 / صفر، وعلى ملعبنا، شعرت في هذه اللحظات بأن الدنيا تنهار، فقد كانت المرة الأولى التي نلعب فيها أمام هذا الحشد الضخم من الجمهور..
لا أدري يومها كيف فزنا بالمبارة 7-1
أحرزت منها 3 أهداف،
وعادل يسري هدفًا،
وأذكر أن مصطفى يونس واللاعب محمود عبد الفتاح أحرز كل منهما هدفًا،
وقد حدث يومها موقف غريب جدًّا، لا يمكن أن أنساه، فقد كان والدي يشاهد هذه المباراة، وجلس بجواره أحد أفراد جمهور الأهلي في المدرجات، كان قد ترك زوجته في حالة وضع، وذهب لمشاهدة المباراة كما حكى وقتها، وكان قد وعد زوجته بأن يشتري لها نصف كيلو موز مقابل كل هدف يحرزه الأهلي،
وظل طيلة المباراة يعلن: نصف كيلو ـ كيلو ـ كيلو ونصف مع الهدف الثالث، و2 كيلو مع الرابع، ومع الهدف الخامس صرخ 2 كيلو ونصف، حرام عليكم، ليست معي نقود، كفاكم أهدافًا... كيف أفي بوعدي لزوجتي، حرام ... كان يقولها بصدق البسطاء، ومن أعماقه، وعندما عاد الرجل إلى بيته؛ وجد زوجته قد أنجبت له ولدًا؛ فأسماه محمودًا على اسمي، وقد قابلت هذا الرجل بعدها، وما زلت على علاقة ودٍّ به، والآن كبر ابنه، وكلما رأيته تذكرت هذه المباراة النادرة!!
كان ذلك في موسم 1971 وفزنا فيه ببطولة 18سنة، بعدها طلبني مدرب فريق 21سنة؛ لألعب معه مباراة البطولة، وكانت أيضًا ضد فريق الزمالك كان معي مصطفى يونس إلى جانب لاعبي 21سنة: زيزو ومصطفى عبده وصفوت وفتحي مبروك وسمير حسني، وعندما وصلت إلى الملعب؛
فوجئت بجمهور ضخم لم ألعب أمامه من قبل، كان حوالي 50 ألف متفرج، شعرت برهبة شديدة، وتغير لوني؛ فاستدعوا لي الطبيب، وحضر الكابتن صالح سليم، وكان المسئول عن الكرة في هذا الوقت، أعطاني الطبيب أقراصًا، فهدّأت من توتري، ولكن يبدو أنها كانت أقراصًا منومة وفعلا نمت بعض الوقت؛ ليوقظوني للتسخين، كنت في حالة نفسية سيئة،
ونزلت الملعب قبل أن أفيق تمامًا، لدرجة أنهم أعطوني قطعة من الثلج، دلكت بها وجهي ويدي؛ لأنتبه، لعبت المباراة في وعي غير كامل، وأضعت أكثر من 5 أهداف لا تضيع وانهزمنا، وتعرضت لانتقادات حادة لدرجة أن الجمهور
بعدها بأسبوع عندما شاهدني في تمرين الفريق الكبير؛ هتف ضدي، وشتمني بعض أفراده؛ فانهرت تمامًا، وقررت أن ألزم بيتي، وأبتعد تمامًا عن الكرة، وبالفعل تغيبت عن النادي فترة طويلة.. لم يسأل عني أحد من النادي.. على الرغم من أنني كل يوم كنت أتوقع أن يستدعيني أحد للنادي، لكن ذلك لم يحدث..
وبعد شهر ونصف شهر على هذا الحال فوجئت ذات صباح بالكابتن محمود الجوهري مساعد الفريق الأول حينذاك يزورني في بيتي، وطلب مني مرافقته فورًا إلى النادي بعد أن أبدى دهشته من موقفي، وأخبرني أنه كان خارج القاهرة في تلك الفترة، وعندما عاد وسأل عني أخبروه بانقطاعي عن النادي، وأخرجني بالفعل من حالة اليأس التي كنت أعيش فيها عندما قال لي: ستكون أحسن لاعب في مصر..
( وفااااء الخطيب )
هذه الفاضلة أمّي..
ذات يوم من أيام خريف سنة 1934 م كانت الفتاة الصغيرة التي لم تكمل بعد الرابعة عشرة من عمرها، قد تركت مدرستها في المنصورة، وعادت لتتزوج في كنف أعمامها بعد وفاة والدها بقرية قرقيرة مركز أجا.. كانت لا تعرف شيئًا عن عريسها الذي حضر في ذلك اليوم لعقد الزواج، فلم تكن قد شاهدته من قبل.. ولما حضر استطلعت أختها الأمر وأخبرتها في حجرتها، أنها تستطيع مشاهدته من شرّاعة الباب، حيث كان يجلس على كنبة وسط رجلين غريبين، لم تكذب الصبية خبرًا؛ وأحضرت مقعدًا، ووقفت عليه لترى العريس من شراعة الباب، في هذه الأثناء كان العريس قد قام وجلس مكانه رجل آخر كبير في السن وضخم الجثة، وبدا شكله غير متوقع لها تمامًا.. لذلك فقد صدمت صدمة شديدة لدرجة أنها ألقت بنفسها من فوق المقعد.. وبكت بكاء مُرًّا.. فقد كانت تدرك جيدًّا أنه لا مفر، وعبثًا حاولت النسوة أن يهدئن من روعها، لكنها لم تهدأ إلا حين شاهدت العريس بعدها بأيام، وتيقنت أنه ليس هو الشخص الذي شاهدته من قبل يتوسط الغريبين على الكنبة في مواجهة باب حجرتها، ومن يومها وهي تبدو راضية بقسمتها ونصيبها في هذه الدنيا.
ًوقد تأثرنا في الأسرة بذكرى زواج أمي التي ظلت محفورة في خيالها ـ مثل أي فتاة ـ وامتد بطبيعة الحال لزواجها من أبي يوم 11 نوفمبر سنة 1934م.. فعلى الرغم من أنها كانت أول عروس في البلد يتكون جهازها من حجرة نوم كاملة "دولاب وشوفنيرة وسرير وتسريحة"، حيث كان الجاري آنذاك هو دخول العروس بسرير وصندوق ـ كما كانت تحكي، ويحكي أبي ـ إلا أنها لم تحصل على نصيبها من سعادة العروس يوم زفافها؛ لأنها كانت ترى أن أعمامها لم يهتموا بزواجها مثلما اهتموا بزواج بناتهم.. وعلى الرغم من إدراكي أن هذا هو إحساس كل يتيمة يوم عرسها إلا أنني كنت دائمًا أكثر إحساسًا بأمي، وأعتقد أن ما رواه أبي لي عن هذا اليوم قد أثر فيّ كثيرًا.. فقد كان يقول دائمًا: إن قليلين من أهل البلد حضروا هذا الزفاف، وإن الحفل كان بسيطًا، رغم أن جدي ذبح خروفًا في ذلك اليوم!
كان زواجهما يوم الأحد والذي يوافق 11 نوفمبر سنة 1934م. والغريب أن يوم 11 نوفمبر هو نفسُه تاريخ وفاة أمي عام 1974م، وتحضرني كلمة قالها لي والدي، وهي: "أمك دخلت بيتي، ولم تخرج منه إلا إلى قبرها، أربعون عامًا بالتمام دون زيادة أو نقصان.. لم تترك أمك بيتها لحظة واحدة".
أما أبي فكان مولده في مايو سنة 1912م بقرية قرقيرة لأبٍ ـ هو جدي ـ ترك تعليمَه الأزهري لمساعدة أبيه ـ عمدة البلد ـ وهو جدي الكبير عبد الرازق الخطيب، والذي تَعُود جذوره إلى أصل سوري، يبدأ بالجد الأكبر، ويقال: إنه كان في وقت من الأوقات إمامًا وخطيبًا للمسجد الأموي، ومن ثم فقد لقب بالخطيب، وسميت العائلة باسمه، وهاجر أفرادها بعد ذلك إلى مصر والعراق والأردن والمملكة العربية السعودية، وقد قابل والدي بعض أفراد هذه العائلة في مكة المكرمة في وقت قريب، وتعرف عليهم وزارهم.
وفي سنة 1941م انتقل أبي بأسرتي الصغيرة إلى القاهرة للعمل رئيسًا لحسابات شركة تصدير الفاكهة التي كان يملكها عبد الحميد باشا أباظة والد إسماعيل باشا، الذي أحب والدي بسبب أمانته لدرجة أنه عندما كان يحتضر في البرلمان في أغسطس سنة 1944م كان ينادي: الخطيب.. الخطيب.. ولما اتصل محمد الباسل بمكتب الشركة بعمارة مظلوم؛ سأل عن شخص اسمه الخطيب، وطلب منه الحضور فورًا فذهب، لكن الرجل كان قد قابل ربه؛ فتولى أبي عمل الإجراءات، واتصل بأبناء الرجل في مصايفهم، وعندما حضروا سلمهم ألفي جنيه، كان الرجل قد طلب منه توصيلها للمطار؛ لتصل للملك عبد الله جد الملك حسين الذي كان عبد الحميد باشا وكيلا له ومشرفًا على وقفه الذي بلغت مساحته آنذاك ألفي فدان بكفر عبد الخالق بالمنيا.
كان والدي يسكن منذ أن جاء للقاهرة في شقة بسيطة ونظيفة مكونة من ثلاث حجرات وصالتين ومطبخ ودورة مياه في شارع محمد علي أمام الكتب خانة "دار الكتب المصرية"، وكان إيجارها الشهري 120قرشًا، ولما جاء عام 1946م كان والدي قد أنجب الابنة السادسة؛ وأخذ يسعى إلى تراب الميري.. فذهب إلى أحد معارفه ويُدعى جلال باشا فهيم ـ وكان وكيلا لوزارة الأوقاف وقتها، والذي ارتبط اسمُه بالقضاء على البِغَاء (الدعارة) في مصر عندما عين وزيرًا للشئون الاجتماعية ـ وطلب العمل فوافق الرجل على تعيينه في وظيفة كاتب حسابات الديوان العام في منتصف يونيو من ذلك العام، ولم يكد يمر شهر على ذلك حتى انتدب والدي للعمل في مجلس الدولة الذي كان مستحدثًا في ذلك الوقت، وكان عبد الرازق السنهوري باشا رئيسًا له، ودارت الدائرة من جديد ليجد أبي نفسه يعمل مع المرحوم وصفي باشا أباظة نائب رئيس مجلس الدولة آنذاك وهو أحد أبناء عبد الحميد باشا أباظة، واستمر ذلك حتى عام 1952حيث اختلف والدي مع محمد زكي عبد المتعال زوج السيدة عائشة فهمي، إحدى علامات النهضة النسائية في مصر، والذي كان مختصًا في مجلس الدولة بشئون مجلس الوزراء ووزارتي الزراعة والتموين، فأنهى الأخير انتداب والدي لمجلس الدولة، وأعاده لحسابات وزارة الأوقاف؛ ليظل بها ويعود مرة أخرى لمجلس الدولة عام 1954م وهو العام الذي ولدت فيه. خلال هذه الفترة كان أبي قد أنجب عام 1947م ولده الأول أخي وحيد والثاني أحمد عام 49ثم ماجدة الشقيقة التاسعة عام 1952م مع الثورة.
وكانت الأسرة قد انتقلت إلى مسكنها الجديد بشارع الخليفة، وهو المسكن الذي ولدت فيه، واضطررنا بعد ذلك إلى تركه سنة 1961م على الرغم من أن والدي كان ولا يزال يحب الحلمية ويحن إليها؛ لأنه كان يعود من عمله ليجد الشارع المجاور للمنزل مزدحمًا بالناس، وكان يجدني ألعب الكرة مع أولاد أكبر مني، ولأنه كان لا يحب الكرة؛ فقد كان يناديني من وسطهم لأخرج في سكون دون أن أتكلم أو أعترض ... حاول والدي كثيرًا منعي من اللعب، لكننا فشلنا أنا وهو ... ولما تأكد من ذلك؛ حاول أكثر من مرة إرهاب الأولاد الآخرين الذين كانوا يشركونني معهم، لكنهم لم يرتدعوا، كان والدي في ذلك الوقت تحديدًا لا يريدنا أن نختلط بأحد، أو نعرف أحدًا أو حتى يعرفنا أحد، كان يريدنا أن نعيش في حالنا، داخل بيتنا، نكفي خيرنا شرنا لتسير مركبنا بسلام ... وقد بدأ بنفسه كنموذج لنا، فالبيت عنده بيت، والعمل عمل، وكانت أمي تحترم ذلك، ولا تزور أحدًا أو يزورها أحد، وكانت علاقتنا بالجيران كما أراد أبي: "السلام عليك يا جاري أنت في حالك وأنا في حالي"، لكن على الرغم من ذلك لا يبدو أن هذا الزمان كان يترك أحدًا على حاله.
زائر غريب: فقد جاء زائر غريب لوالدي، بيد أنه هدده.. بماذا ؟ لا أعرف، فقط أعرف أن والدي لا يحب أن يذكر قصة هذا الحادث، ولا يشير إليه إلا إشارات غامضة، كان يقول مثلا: إن هذا الزائر طلب منه أن يتجنب الطريق الفلاني، وأن يسلك الطريق الفلاني، لكنني فهمت فيما بعد أن هذا الزائر الغريب كان أحد عناصر أجهزة أمن الدولة حينئذ، والتي كانت في مواجهة مع جماعة الإخوان المسلمين وسياسيي ما قبل الثورة، وأن زيارته لنا كانت بسبب جيرتنا للوفدي القديم سيف الغزالي ـ كما ذكرت ـ
ولما لم يكن لأي فرد من أفراد أسرتنا علاقة من قريب أو بعيد بهذه المواجهة ولا بأي أمر من أمور السياسة؛ فلم يتعقد الأمر كثيرًا إذ سرعان ما انتقلنا بعد ذلك كما يحب والدي دائمًا أن يقول بسبب الكرة بعيدًا عن الحلمية إلى منطقة جديدة، وبالتحديد إلى المنزل الذي تقيم به الأسرة حتى الآن في عين شمس أقصى شرق القاهرة، وبالتحديد إلى المنزل رقم 11 شارع شرق الشريط ... كان المنزل آنذاك يسكن الفراغ وخضرة الأرض الزراعية، وكان خط السكة الحديد الموصل من كوبري الليمون حتى المرج يفصله عن أرض الأوقاف المقام عليها الآن مبنى المخابرات، كان المنزل عندما شاهده والدي أول مرة ـ ملفوفًا بلافتة قماشية مكتوب عليها "للإيجار وحدة واحدة"، قابل والدي صاحبه؛ وطلب منه تأجير شقة واحدة فقط فرفض، ولما سأله عن الإيجار المطلوب قال له صاحب المنزل 33 جنيها، وكان المنزل مكونًا من 6 شقق سكنية.
واختار والدي ثلاثة سكان بعد أن قرر استئجار المنزل: الأول اسمه زكي يونان، والثاني اسمه يوسف إسطفانوس، والثالث عالم في الأزهر اسمه الشيخ عبد الحليم، بَيْدَ أنه قد قرر عمل وحدة وطنية، وخصص الشقق الثلاث الباقية لنا ولاثنتين من شقيقاتي البنات وأزواجهن.
ملعب خاص جدًّا: أذكر أنني حولت سطح ذلك المنزل إلى ملعب خاص للكرة الشراب، كنت أصعد لألعب فيه بشكل يومي، وذات مرة اصطدمت قدمي بأحد الأعمدة الخرسانية؛ ليندفع منها الدم بغزارة شديدة، رحت في غيبوبة؛ فنقلوني إلى المستشفى، وأفقت بعد خياطة الجرح العميق الذي يبلغ طوله (9 سنتيمترات)، ولا تزال آثاره باقية في قدمي اليمنى حتى الآن.
في هذه الفترة انتقلت إلى الصف الثاني بمدرسة محمود خاطر الابتدائية، بعد أن تركت أصدقاء الصف الأول بمدرسة علي مبارك الابتدائية في الحلمية، ولا يزال إحساسي بدخول مدرسة محمود خاطر يعيش بداخلي .. وتستحضره بعض المواقف إلى السطح، ويذكرني بالفترة الأولى لالتحاقي بالنادي الأهلي. :فقد كنت غريبًا على تلاميذ الفصل، لم يكن لي بينهم أصدقاء، شعرت بعزلة لوقت ما، ولكن مع مرور الأيام بدأت الجفوة تزول من خلال لغة تعامل فريدة هي الكرة ... إذ سرعان ما جمعتني ملاعب المدرسة بهؤلاء الزملاء الجدد ... وبدأ تفوقي في لعب الكرة يعزز مكانتي بينهم، ويزيل عدم القبول الذي استشعرته في البداية، وأصابني بحزن صامت. فرصة من ذهب:
ثم جاءتني أول فرصة ذهبية في حياتي وأنا في الصف الثالث عندما كان فريق مدرستي يلعب مع فريق عزبة النخل، وذهبت بمرافقة أختي ماجدة التي كانت معي بالص