على مدى تاريخ الأهلي لم تتعود جماهير الكرة المصرية عامة وجمهور الأهلي خاصة أن النقد الموجه للأهلي يصدر عن أحد أبناءه علناً، فدائماً ما يتم النصح في الغرف المغلقة، وغالباً ما تجد النصيحة القبول لأن صيغة النصح نفسها تأتي مغلفة بآداب خاصة تعلمها أبناء الأهلي عبر تاريخه الطويل.
ومن أكبر الأمثلة على ذلك امتعاض جمهور الأهلي وأعضاءه ما عرضه كابتن الأهلي وعضو مجلس إدارته السابق طاهر أبو زيد مما يدور داخل مجلس الإدارة بوسائل الإعلام، وهو الأمر الذي جعل جمهور الأهلي يرى في ذلك خروج على تقاليد الأهلي وأعرافه والتي حفظت للأهلي خصوصيته طوال تاريخه، وأحس أبو زيد في النهاية بهذا الأمر وأصبح حريصاً بعد خروجه من مجلس الإدارة عند الحديث عن الأهلي.
وخلال السنوات الأخيرة لاحظ الجميع النقد المعلن والقاسي بداعي وبدون داعي للأهلي وإدارته وجهازه الفني من الكابتن مصطفى يونس، وهو الأمر الذي أثار جمهور الأهلي ووضح من رسائله على شاشات الفضائيات وشبكة الإنترنت، ولم يكن ما استثار جمهور الأهلي هو مبدأ توجيه النقد، بل لأن مصطفى يونس خرج على عادات وتقاليد الأهلي فلقد غلف كل انتقاداته بغل وحقد ومحاولة فضح واضح وليس بحب وحرص على مصالح النادي.
فالنقد كمبدأ وكأسلوب ديمقراطي وكنصح مطلوب، وما أجمله حين يكون في الأذن وليس على الملأ، ومن يحب لا يمكن أن يكون نقده الذي تحول لهجوم شرس بهذا الشكل الفاضح الذي يفعله مصطفى يونس مما جعل كثيرين يتساءلون عن أسبابه، ولا يمكن أن يخفى حتى على طفل انه كان يطمع فى شيء ما من النادي فلما لم يحصل عليه كانت ثورته التي لم تعتمد لا على عقل ولا احترمت قيم الوفاء أو تاريخه وماضيه مع من يوجه لهم النقد بضراوة وبلا لياقة الآن.
فمن السهل على مصطفى يونس أن يدخل مكتب حسن حمدي أو الخطيب كما يقول عندما يتحدث عنهم، أو يحدثهم تليفونياً، ويسر إليهم ملاحظاته عما يراه من نقائص في النادي أو فريق الكرة، أما أن يخصص عاموده في الصحيفة التي يكتب بها، وبرنامجه في القناة الفضائية المعروفة للهجوم والنقد الجارح، فما هكذا تكون نصيحة المحب، بل نصيحة لها غرض، وكأن العامود خصصته الصحيفة فقط لهذا الأمر، وكأن القناة الفضائية جاءت بمصطفى يونس فقط للتهجم على الأهلي، وكأنه يوحى للجميع أن لا احد قد وافق على استقباله في أي مكتب فاضطر لإرسال فضائحه أو رسائله أو نصائحه– الغير مقبولة مسبقاً - بالوسائل الفضائية!!.
العجيب أنك لو تحدثت مع الكابتن طارق سليم عن الكابتن حسن حمدي فلن يسميه ألا بالكابتن حسن احتراماً لمكانته كرئيس للنادي، ومؤكد أن الراحل صالح سليم لو كان حياً ما تحدث عنه علناً إلا بالكابتن حسن، فهكذا تعلم أبناء الأهلي أن يحترموا كبيرهم في أي مكان وزمان، أما الأسماء المجردة فمكانها الحوارات الخاصة، ولكن هل ما يفعله مصطفى يونس لأنه من جيل حسن حمدي والخطيب؟، أم يقصد التقليل منهم لتتساوى الرؤوس؟، ولماذا لم يفعل أي زميل لمصطفى يونس في النادي الأهلي أو خارجه ما يفعله مصطفى يونس فهل هو تفرد لأن مصطفى يونس متفرد؟، أم هذا ما يشعر به مصطفى يونس ويعانى من عدم إدراك الآخرين لذلك؟، هل يشعر مصطفى يونس انه يملك ما لا يملكه زملائه الذين يقودون النادي لذا يتصور انه يكشفهم أو يعريهم أمام الناس ليعرفوا الفارق بين قدراته – الخفية حتى الآن إلا من التجارب الفاشلة فقط – وبين قدرات الفاشلين أمثال الكباتن حمدي والخطيب من وجهة نظره الثاقبة؟.
قد يشعر الكابتن مصطفى يونس بالغيرة من قيادات الأهلي الحالية، لأنه من جيلهم عدا أن حظه يقل عنهم كثيراً، فالكابتن فحسن حمدي يسبقه والكابتن محمود الخطيب أتي بعده والفارق بين الثلاثة نجوم عام أو عامين، فهل يعطى هذا مصطفى يونس الحق في تجاوز العادات والتقاليد المصرية وأصول الزمالة واللياقة والبروتوكول؟، هل هذا ما يجعل مصطفى يونس يخرج على نظام الأهلي وأعرافه التي حفظت له خصوصيته طوال تاريخه والتي حفظت مناقشة أمور النادي داخل غرف مغلقة فقط طوال تاريخه؟.
بالفعل قد يكون وجود مصطفى يونس من جيل حسن حمدي والخطيب سبباً في شعوره الداخلي بأنه كان يجب أن يكون معهم في سدة الحكم بالأهلي أو على الأقل يقاسمهم حظهم من الشهرة والسلطة، فأسلوب حديثه وخطابه بالفضائيات أو عاموده المخصص في الصحيفة المستقلة يستخدم لغة حادة جافة لدرجة تشعر من يتابعها بمدى المرارة التى يشعر بها مصطفى يونس تجاههم ومدى إحساسه بالضآلة أمام قيادات الأهلي وهم من نفس جيله، فأين هم وأين هو الآن؟، بالرغم من أن هذا الشعور لا يخامر أي زميل لمصطفى في النادي الأهلي لأن هذا الشعور دخيل على النادي.
قد يكون هذا بالفعل هو الشعور الذي يتحكم في سلوك وخطاب مصطفى يونس، لكنه إن كان ذلك بالفعل صحيحاً فهو ناتج عن فكر خاطئ، بُنيت عليه معالجة خاطئة، فلماذا لا يتعلم من الكابتن طارق سليم الذي تعد قيادات الأهلي الحالية من أبناءه وحقه عليهم أكثر من حق يونس؟، وهل لمجرد كونه نفس جيل قيادات الأهلي يبيح له ذلك الحق في التهجم عليهم دون مراعاة لعاداتنا حتى في مخاطبتنا باحترام لمن يتولون المسئولية في المواقع المختلفة ولو كانوا أشقاءنا؟، بل لماذا لا يتعلم من كل أبناء جيله الذين لم يتعالى منهم أحد على الأجيال التى جاءت بعدهم؟.
عندما كان يقوم مصطفى يونس بصورة شبه يومية بالهجوم على مانويل جوزيه ووراءه إدارة الأهلي بحجة أنها فتحت له الحبل على الغارب كما يقول لشراء لاعبين كنت أظن أن الحكاية وما فيها فقط تخص مانويل جوزيه، بسبب أن جوزيه عندما عاد للمرة الثانية لمصر في 2004 عرضت عليه عدة أسماء ليعمل أحدها معه كمدرب عام، وكان من ضمن الأسماء مصطفى يونس، إلا أن جوزيه اختار حسام البدري، فأراد مصطفى يونس من الكباتن حسن حمدي والخطيب إجبار مانويل جوزيه على اختياره كمدرب عام إلا أنهما قالا له إنها حرية المدير الفني ليستطيع النادي محاسبته في النهاية، وانتظرت بعد رحيل مانويل جوزيه لأرى رد فعل مصطفى يونس، ففاجئنا جميعاً باستمرار الهجوم على منظومة الأهلي في كل المحاور إدارية وفنية وإعلامية ليؤكد مصطفى يونس أن المشكلة في نظرته لنفسه في منظومة الأهلي مقارنة بوضع حسن حمدي والخطيب في نفس المنظومة، ووجود حقد دفين داخله تجاههم لعدم وصوله لمكانتهم في منظومة النادي الأهلي، ونقل حقده (نقده) الفني من جوزيه إلى حسام البدري الذي – كما يرى- لا يهتم بفلان ويهتم بعلان، هو هو نفس الغل والحقد!.
كنا جميعاً في حيرة من قيام مصطفى يونس بالهجوم وبألفاظ متجاوزة بداعي وبدون داعي على ناديه ومانويل جوزيه بهذا الشكل الغريب، والغريب أن الهجوم كان يتزايد في الوقت الذي كان يتربع فيه الأهلي على عرش الكرة محلياً وأفريقياً.
وأتساءل، هل كان الكابتن مصطفى يونس يقوم بالنقد المستمر والدائم لمانويل جوزيه لأنه عمل مديراً فنياً لبعض الأندية ومارس العمل في حقل التدريب؟، ولكن إن كان ذلك صحيحاً فهنا لنا وقفة.
فمصطفي يونس كان لا ينتقد بهذه الحدة والنقد اللاذع والهجوم الذي يصل أحياناً لحد التجريح أي مدير فني بمصر سوى مانويل جوزيه، وهو الأمر الغريب للغاية، فالهجوم المستمر على ناديه ومديره الفني ليس له ما يبرره، وأسأل الكابتن مصطفى يونس، ما هو موقعك ومكانتك وترتيبك الفني بالنسبة لكل من هم في حقل التدريب الذي اخترته بنفسك بعد اعتزالك الكرة لاعباً؟، هل حققت في مشوارك ما يؤهلك للنقد ومهاجمة مدير فني بحجم مانويل جوزيه؟.
قد نقبلها من رجل بحجم فكر وإنجازات الشيخ الدكتور طه إسماعيل الذي صال وجال وأصبح محاضراً دولياً يشار له بالبنان، فكيف نقبلها منك بينما تلاميذك عندما كنت مساعد مدرب لديتريش فايتسا المدير الفني الألماني في نهاية الثمانينات أصبحوا مديرين فنيين على مستوى عالي في الدوري الممتاز بقسميه الأول والثاني وآخرهم أسامة عرابي، بينما كل انجازاتك أنك فقط كنت المدير الفني الملاكي للمهندس عبد المنعم الملاح رئيس نادي الشمس.
فمصطفى يونس كان يأتي مع الملاح حين يرأس نادي الشمس، ويذهب إن ذهب، وفي المرة الأخيرة استمر في تدريب الشمس بعد خروج الملاح لوجود شرط جزائي كبير في عقده ليس إلا، وشكر كثيراً في المجلس المعين، وبعد عودة الملاح للنادي بحكم قضائي فوجئنا به يقول "إن الملاح عاد لينتشل النادي من الضياع!"، وحقيقة كنت سأقدره كثيراً لو قال هذا قبل عودة الملاح، ولكن ما حدث لا يعني سوى أنه يلعب على كل الحبال، وهذا ليس من سمات أبناء الأهلي، إلا انه على كل الأحوال مع كل المدة التى قضاها فى نادى الشمس لم ينجح إلا في التسبب فى هروب اللاعبين المجيدين كلما عاد لمنصب المدير الفني!!.
لم تحقق يا كابتن مصطفى نجاحات تذكر في مجال التدريب، في الأوليمبي فتم الاستغناء عنك، وفي السودان اعتدى عليك الجمهور في سابقة لم تحدث في تاريخ الكرة السودانية، ورحلوك على أقرب طائرة خوفاً على حياتك، ووصل الحال بأحد الإعلاميين أن يلمح أنك تفعل كل هذا لأنك فقط تريد مكاناً تعمل فيه بالأهلي، والسؤال المهم لك يا كابتن مصطفى:
عندما نسمع عن نادي ما في الدوري العام يبحث عن مدير فني ونقرأ قائمة المرشحين، لماذا لا نرى اسمك بينهم؟، ولم يحدث أن كنت مرشحاً لأي نادي على الإطلاق، وحتى دخولك إتحاد الكرة لتدريب أحد منتخبات الناشئين كان عن طريق الوساطة وبوابة مودرن سبورت، وللأسف فتاريخك لا يشهد أنك ستنجح في مهمتك.
كابتن مصطفى يونس أشاد بحسام البدري عندما تولى المهمة في الأهلي نكاية في مانويل جوزيه، وقال فيما قال إن إدارة الأهلي لم تدعم البدري كما دعمت جوزيه، وعندما بدأت الإدارة تدعم البدري بلاعبين فاجئنا باعتراضه على كل صفقات الأهلي، لماذا شريف عبد الفضيل وليه ما جابوش مكانه المعتصم من الأول؟، وعندما يرد عليه أحد أن شريف نجح في مركز الظهير الأيمن يفاجئك بالقول لكنه كان في البداية متعاقد كمساك، وليه جدو؟، واشمعنى فلان؟، وحول برنامجه الفضائي "هنا المصطبة" لمنصة فقط للهجوم على الأهلي دون غيره، ويتساءل وكأنه لا يعلم "ما اعرفش ليه الجمهور ما بيحبنيش؟، ليه بيزعلوا انى بقول أنا"؟، غريبة يا كابتن، ومين بيحبك؟، وبعدين ولا يهمك، قول "أنا" زى ما انت عايز، انت عارف مين صاحب كلمة "أنا"؟!.
وهكذا أي شيء يحدث في الأهلي سلباً وإيجاباً حتى لو كان النقيضين في وقت واحد لا يعجب أستاذ علم الإدارة والتدريب والإعلام مصطفى يونس، والغريب أن يخرج علينا ليقول "مصيبة إن اللي ماسك إعلام الأهلي زملكاوي"، ويقصد خالد توحيد، وبدون الدخول في هوية خالد توحيد، أسأل مصطفى يونس: طيب وأنت يا أهلاوي عملت إيه للأهلي؟، هل هناك ابن من أبناء الأهلي يفعل ما تفعله من تهجم على ناديه جهاراً نهاراُ كما تفعل؟، ثم ماذا تعرف عن الإعلام؟، وازاى تبقى مدرب ومقدم برامج، مش أنت اللي فضلت مودرن على منتخب مصر حين خيرك الإتحاد بينهما؟، وهل من الصح يا أذكى أخواتك أن يعمل مدير فني لمنتخب في الإعلام؟، وكم مرة انتقدت كل أندة مصر مقارنة بانتقاداتك الدائمة للأهلي؟.
حقيقة لم أفكر أن أكتب عن مصطفى يونس وأفعاله، لولا الحلقة التي استضاف فيها عماد متعب وكانت كلها استفزاز لأبسط المشاعر بسبب التحريض الصريح لمتعب الذي لا يحتاج لتحريض فوكيله نادر شوقي يقوم بالواجب وزيادة.
نادر شوقي الذي أفسد عقول أغلب مواهب لاعبي مصر بأن دس فى عقولهم أطماع غير منطقية تفوق امكانياتهم جعلتهم يظنون في أنفسهم أن ما قاله شاعر العرب الكبير أبو الطيب المتنبي "الخيل والليل والبيــداء تعرفنــــي والسيف والرمح والقرطاس و القلم"، لم يكتب إلا لهم، فلم يفلح لاعب واحد خرج من مصر عن طريق نادر شوقي في الاحتراف، والسبب ثقافتهم الاحترافية المحدودة، والتى استغل نادر قصورها فى بث أفكار مسمومة تجعلهم يقعون أمام أول وأضعف ضغط خارجي، والأمثلة واضحة أمام الجميع، وليأتي لنا من يعترض على ما نقوله بمثال واحد نجح فيه لاعب خرج من مصر ليحترف على يد نادر شوقي المتيم بالإعلام والخروج كل يوم في الصحف والفضائيات ليصبح نجماً أشهر من مواهب مصر الكروية فضلا عن سعيه المستمر للإيقاع دوما بين اللاعب وبين ناديه الجديد ليجد لنفسه السبب والمبرر فى التواجد دائما على مائدة المفاوضات مع الأندية التى كشفته، وليس أمامنا أوضح مما قاله عنه نادى النصر (حسام غالى) ونادى اتحاد جدة (متعب) ورفضهم التعامل معه بسبب حبه وعشقه للأضواء للدرجة التي أصبحنا فيها نخشى من نزوله من صنبور المياه عند الحديث عن أي لاعب مصري في أوروبا، ولن نخوض أكثر في التفاصيل.
نعود لمصطفى يونس الذي تساءل عن متعب ولماذا تركه الأهلي وذهب ليدفع في جدو سبعة ونصف مليون جنيه ولاعب منتقل نهائي هو عطية البلقاسي ولاعبان إعارة لمدة سنة وهما هاني العجيزي وأحمد علي، إذن المدفوع يساوي 15 مليون جنيه بخلاف عقد جدو مع الأهلي كان ولابد كما قال مصطفى يونس أن يدفعهم الأهلي لمتعب بدلا من شراء جدو.
وهنا لنا وقفة مع إعلام لا يمكن أن نصفه إلا بالسذاجة، وإن لم يكن ساذجاً فهو مضلل مغيب يقوم عليه أشخاص لا يهوون إلا الفتنة.
إعلام أصبح كل فرد فيه يهاجم الآخر مدعياً وزاعماً جهله، الفضائي يهاجم الصحفي والصحفي يهاجم الإنترنت وكلهم في الهم شرق، فإن كان البعض يلوم الفضائيات لأنها أتت بلاعبي الكرة القدامى ليكونوا مقدمي برامج بحجة أنهم فكرياً جهلاء، فما القول ومعدي البرامج صحفيين؟، وهل المشكلة مشكلة تأهيل إعلامي أم أن المشكلة في المقام الأول مشكلة ضمير مهني غائب عن أغلب العاملين في حقل الإعلام سواء الصحفي أو الفضائي؟، لو فكرنا في الأمر سنجد أن المشكلة في الحقيقة مشكلة انهيار في أخلاق مهنة الإعلام وغياب الضمير من العمل الإعلامي وبالتأكيد غياب الفكر أيضا وما مصطبة برنامج هنا القاهرة إلا دليل واضح على ما نقوله.
فعندما يطالب مصطفى يونس وأبو المعاطي زكي الأهلي بأن يدفع لعماد متعب وعمرو زكي قيمة ما تم دفعه لشراء جدو فهم يضللون الرأي العام فضلا عن جهلهم بما يجرى فى مجال بيع وشراء اللاعبين، فما يهم متعب فقط إن كان يهمه بالفعل فالثابت أن لكل لاعب سعره، هو كم سيقبض جدو من الأهلي، أما ما تم دفعه للإتحاد السكندري في جدو، فلا يهم أحد في شيء.
فأي جيل من أجيال الناشئين يصرف النادي عليها ملايين لتخرج في آخر المطاف لاعبين أو ثلاثة على الأكثر وهنا يصبح المسئولين عن الجيل ناجحين تماماً، ولو أخذنا عماد متعب كمثال سنجد التالي:
جيل عماد متعب هو الجيل الذي لعب معه في صفوف الناشئين منذ كان عمره 13 سنة، وصرف الأهلي على الجيل لمدة سبع سنوات حتى تم تصعيده للفريق الأول، وخرج منه لاعبان فقط هما شريف إكرامي وعماد متعب، وهذا نجاح للمسئولين عن هذا الجيل، وهكذا كل مرحلة سنية تعد جيل في حالة خروج لاعبين منها للفريق الأول فهو المراد، وفي العالم كله لا يخرج من أي مرحلة سنية أكثر من لاعبين أو ثلاثة للفريق الأول والباقي ينتقل لأندية أخرى لأنه لا يمكن لي فريق سنويا أن يطعم الفريق الأول بأكثر من لاعبين أو ثلاثة ويستغني عن الخبرات في الفريق الأول التي تستمر في اللعب لمدة عشرة سنوات.
إذن حتى تكلفة عماد متعب ليست ما صرفت عليه وحده حتى يصعد للعب في الفريق الأول، بل هي مجموع ما تم إنفاقه على مرحلته السنية كلها حتى تأتي ثمار المرحلة بوجود لاعبين في الفريق الأول.
لهذا، لا يمكن لأي لاعب أن ينظر للمبالغ التي يدفعها ناديه لنادي آخر لشراء لاعب منه، فحين يشتري النادي أي لاعب فهو يشتري تكاليف تنشئته وتطوير مستواه، ولن تصل قيمة هذه التكاليف أبداً حين يشتري الأهلي لاعباً من نادي آخر للتكاليف التي يدفعها الأهلي خلال سنوات طويلة حتى يخرج لاعب موهوب ليلعب في الفريق الأول، فالأهلي بالتأكيد يتكلف أكثر من غيره، إذن ما دفعه الأهلي في جدو أو غيره سبق للأهلي دفعه في عماد متعب منذ أن كان ناشئاً عمره ثلاثة عشر عاماً وحتى تم تصعيده للفريق الأول وعمره عشرون عاماً.
المثير أنني علمت من مصادر خاصة تفاصيل جلسات التفاوض بين متعب ووكيله ومسئولي الأهلي، فحين بدأت المفاوضات بين نادر شوقي وعماد متعب مع مفاوضيهم في الأهلي عدلي القيعي ومحمد عبد الوهاب وسيد عبد الحفيظ وهادي خشبه مع حفظ ألقاب الجميع، قال نادر شوقي إن الأهلي دفع في لاعب 13 مليون جنيه ويقصد شريف عبد الفضيل، فرد أحد مسئولي الأهلي بأن شريف لم يقبض إلا عقده والباقي للإسماعيلي فكان الرد الكوميدي من نادر شوقي بأن المهم أن خزنة الأهلي اتفتحت وخرج منها 13 مليون جنيه!!.
فكان الرد المنطقي لنادر شوقي، بأن ما دفعه الأهلي للإسماعيلي سبق للأهلي صرفه على متعب خلال سبعة سنوات منذ أن كان صبياً، ولو اشترينا متعب من أي نادي لن يأخذ سوى عقده.
شفتوا المصيبة السوداء؟، نادر شوقي يريد أن يكون عقد عماد متعب وكأن الأهلي اشتراه من نادي آخر على اعتبار أن عماد متعب الآن حر ولهذا فمن حقه أن يدفع الأهلي له ثمناً يساوي المبلغ الذي كان من المفترض أن يدفعه الأهلي لو اشتراه من نادي آخر بجانب ما يستحقه متعب على مدار سنوات عقده، ونسى نادر شوقي ومتعب معه ما صرفه الأهلي عليه ليصبح نجماً يشير له الجميع، يعني أربي ابني وفي الآخر أشتريه.
طيب يا أخ نادر شوقي، لنقارن فقط وضعية متعب بفلافيو، فلافيو جاء للأهلي صرف الأهلي عليه حتى تم بيعه مليون دولار أي حوالي خمسة ونصف مليون جنيه، وتم بيعه بما يساوي اثنين وعشرين مليون جنيه، وهو الذي لم يتربى في الأهلي ولم ينعم من خيراته، بل عندما عرض الأهلي عليه منذ عامين التجديد وافق ووقع رغم أنه كان يعلم أنه سيحترف في الخارج وأنه لن يصبح حراً بل يملك الأهلي حرية التصرف فيه وقام بالتوقيع للتجديد كي يحفظ للأهلي حقا أو يسمح للأهلي بالانتفاع منه وهو ما كان واجبا على متعب أن يرد الجميل لبيته لكنه لم يفعل ما فعله فلافيو للأهلي!.
ولننظر لمتعب الذي استمر لثلاثة سنوات وبرعاية فائقة وبأفكار نادر شوقي المسمومة يعاند في التجديد ليوقع عاماً بعام، حتى يخرج حراً ولا يستفيد الأهلي بمليم من وراءه والحجة أن أندية أوروبا تفضل اللاعب الحر، وهو المفهوم الذي لم نعرفه إلا على يد نادر شوقي، ونسمع متعب وهو يقول أنه لن يضيع حق الأهلي، وكأنه سيعطي للأهلي من جيبه بعد أن يبيعه نادر شوقي، فهل ينتظر الأهلي يا سادة صدقة من لاعب حر؟، وأيهما أفاد الأهلي يا سادة متعب أم فلافيو؟، ويخرج علينا البعض ليقول "أصل ما اعرفش مين كلم عماد بطريفة ما عجبتوش"، طيب وهل عماد في ثلاث سنوات تعامل مع الأهلي الذي رباه بطريقة حسنة؟، ثم أن كل هؤلاء في مقام إخوة أكبر لمتعب نشأ بينهم.
متعب يقول أن عقده كان 150 ألف جنيه يزيد خمسين ألفا كل عام حين وقع وهو ناشئ عمره 19 عاماً، وهو ما يعتبره عقد ضعيف، بينما يتناسى أن هذا العقد كان أعلى عقد لناشئ في ذلك الوقت ولا يمكن أن نحكم عليه بمقاييس اليوم، وعندما طلب زيادة العقد طلب منه الأهلي زيادة المدة وزيادة القيمة لكنه رفض، وللعلم ما طلبه كان نفس طلب أغلب لاعبي الأهلي بل وأغلب لاعبي مصر، وحده متعب الذي رفض ما يطبق على كل لاعبي مصر، وحتى لا ننسى فمتعب بخلاف العقد كان يحصل على عوائد إعلانات مثل زملائه ومكافآت فوز على بطولات لم يحققها جيل آخر في تاريخ الأهلي فلا يجب النظر لرقم في العقد وعدم معرفة مجموع ما كان يقبضه متعب سنويا عن طريق الأهلي وهو رقم بالملايين.
هل رأى أحد منا من قبل لاعب في أي مكان في الدنيا، وقبلها في الأهلي نفسه يجدد سنوياً لعام واحد ويسير وراء وكيله بحجة تسهيل احترافه في أندية القمة في أوروبا؟، هل فعلها أحد في أي نادي آخر مصري أو عربي أو أوروبي؟، وهل نجح نادر شوقي في تسويق متعب في نادي كبير؟، ورغم كل ذلك تحملت الإدارة عماد متعب، وتحملت إصاباته ومرضه في السنوات الماضية لأنه ابن النادي، لكن ابن النادي كانت رأسه تدار في طريق عقوق ناديه عن طريق نادر شوقي الذي لم يفلح لاعب خرج من مصر عن طريقه.
وفي النهاية، نيمنا نادر شوقي على عقد فى الدوري الإنجليزي ورفض جنوة الإيطالي، وصحانا على فريق في منتصف الجدول في الدوري البلجيكي، بحجة أنه طريق للعالمية، وبعد فترة قد نراه مصاحباً لمحمد شوقي في تركيا عن طريق نادر شوقي أيضاً، لاعبين مستقبلهم يضيع وحسابات بنكية تنتفخ لوكيلهم، والكارثة أن عقد متعب مع ستاندر لييج أقل بكثير مما يعرضه الأهلي عليه، لكنه الجشع والطمع والعناد عند نادر شوقي لا أكثر ولا أقل، وعماد متعب كالمغيب المسحور من كلام نادر شوقي المعسول، والمثير أنه كلما خرج أحد بتصريح يفيد بإمكانية بقاء متعب في مصر يخرج نادر شوقي كعفريت العلبة في الإعلام لينفي إمكانية بقاءه، على عكس رغبة متعب الدفينة، محاولاً إيقاف أي محاولة لبقاء متعب في ناديه.
متعب يطلب 15 مليون جنيه، ويطلب أن لا يتم احتساب نسب المشاركة في المباريات، ويطلب عائد الإعلان بالكامل، وهو ما لا يطبق على أي لاعب بالفريق وعلى رأسهم محمد أبو تريكة، فهل يريد متعب أن يميز نفسه عن كل لاعبي الأهلي ومصر كي ينظر كل اللاعبين له وينهار عقد الفريق ويطالب الجميع بما أخذه متعب؟، ألا يشعر متعب بالأزمة المالية التي طالت كل أندية مصر من وراء الارتفاع الغير مسبوق في أسعار اللاعبين؟، هل هذا هو الجميل الذي يريد متعب رده للأهلي؟، وما هو العائد من فريق الكرة كله سنوياً ليطلب عماد متعب ما يطلبه؟، يعني لما متعب ياخد عائد الإعلانات واللاعبين يقلدونه، إذن ليسرح الأهلي فريق الكرة ويلغي نشاطها لأنه لن يجد ما يصرفه عليها.
أقول هذا وأنا أؤكد أن عماد متعب هو أفضل رأس حربة خلال العشرة سنوات الماضية، وموهبة كبيرة لا يشق لها غبار، ولم يتركه جمهور الأهلي في وجه عواصف كثيرة واجهته سواء مع المنتخب أو الأهلي إيماناً بموهبته، لكننا هنا لا نتحدث عن الفنيات، لأنها خارج أي تقييم، وحديثنا كله عن تصرفات شخصية تسيء لعماد متعب أكثر مما تنفعه.
وأقولها صادقة، اعقل يا عماد وسيبك من نادر شوقي، فأنا على يقين كامل بما في صدرك، واعلم أنك تريد البقاء في مصر، وأعلم جيداً أن وكيلك هو السبب الرئيسي فيما أنت فيه الآن من حيرة فأنت فلاح مصري لم تعتاد كل هذه المناورات، فكر جيداً يا عماد، فالأهلي بيتك ولن يحتضنك سواه، وحين تشعر بأي شيء بسيط تجد الكل فيه يحتضنك، ولن تجد مثل هذا وأنت في غربة لن يحميك منها نادر شوقي بل ستكون في يده كالدمية كما كان غيرك.
أما مصطفى يونس فلا أمل فيه بعدما شاب على العيب، وأقول له "النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله".
منقول للمناقشة
| خالص وادى وتحياتى الى ناادى القرن النادى الاهلى
كتبها لكم ..محمد زعفان |